الأحد، 22 ديسمبر 2013

قصة ... طالوت و جالوت




في بدايه القصه يجب ان نعرف بعض الاشياء عن حال بنو إسرائيل قبل داوود
 
توفي سيدنا موسى و توفي قبله سيدنا هارون عليهما السلام و تركا وراءهما ميراث الرسالة الالهية  ترك لهم موسى عليه السلام التوراة و ترك لهم صحفاً مقدسة  وضع سيدنا موسى التوراة و الصحف في صندوق و سلّمه الى وصيّه يوشع بن نون ، الفتى الذي أخذه موسى عليه السلام معه في رحلته الى “مجمع البحرين”


مرّت أربعون سنة و بنو اسرائيل يدورون في صحراء سيناء  و كانوا يخافون الحرب ، و يخافون الوثنيين العمالقة الجبارون الذين يحكمون الأرض المقدسة  عندما أصبح يوشع بن نون نبياً كان قد مات الكثير من بني إسرائيل ، و جاء جيل جديد لا يخاف الحرب و لا يخاف من العمالقة
لهذا دعاهم يوشع بن نون لتحرير الأرض المقدسة فاستجابوا له  وقاد يوشع بن نون المؤمنين و حارب بهم الكفار و انتصر عليهم و دخل الأرض المقدّسة . وقامت دولة لبني اسرائيل ، و لم تستمر هذه الدولة طويلاً  لأن بني اسرائيل بعد وفاة يوشع بن نون عادوا الى المعاصي وعبد بعضهم الأصنام ، واستخفوا بصندوق العهد ، ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكرات
وعندما ضعف ايمانهم اصبحوا أمّة ضعيفة فسلط الله عليهم أعداءهم ، حكم جالوت الأرض المقدسة ، وراح يقتل رجال بني اسرائيل و يستعبد نساءهم ، ثم شرّدهم من أرضهم ، و أخذ منهم صندوق العهد ، وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وسقطت دولتهم ، وأصبحوا مستعبدين ، وانقطعت النبوة من أسباطهم ، ولم يبقى من السبط الذى يخرج منه أنبياءهم الا امرأة حامل من زوجها الذى قتل ، فأخذوها وحبسوها فى بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاما يكون لهم نبيا .

فسمع الله دعاءهم ووهبها غلاما ، فسمته صمويل “شمويل” ومعناه بالعبرانية إسماعيل ، أي سمع الله دعائي .
فأنبته الله نبايا حسنا ، ولما بلغ سن الأنبياء أوحى الله اليه ، وأمره الله بالدعوه اليه وتوحيده و و تذكير قومه بتعاليم التوراة .

بينما هو ذات ليلة نائم : إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد فانتبه مذعورا ظانا أن الشيخ يدعوه .
فهرع أشموئيل إلى يسأله : أدعوتني ؟
فكره الشيخ أن يفزعه فقال : نعم،، نم ،، فنام.
ثم ناداه الصوت مرة ثانية،، وثالثة ، وانتبه إلى جبريل عليه السلام يدعوه: إن ربك بعثك إلى قومك .
فذهب إلى قومه وقال لهم : انكم ضعفتم لأن الأيمان في قلوبكم أصبح ضعيفاً.. انتم تحبون الذهب اكثر من ربّ العالمين ، تخافون من الوثنيين و لا تخافون من الله.
وندم بنو اسرائيل وعادوا الى تعاليم الدين فعاد الأيمان الى قلوبهم 

 اختيار طالوت ملكا 
 وذات يوم ذهب بنو إسرائيل لنبيهم. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى
قالوا: ألسنا مشردين ؟
 قال: بلى
قالوا: لقد قهرنا جالوت ، و اذلّنا بظلمه.. فاسأل الله أن يبعث لنا قائداً و ملكاً لنقاتل تحت لوائه في سبيل ونستعيد أرضنا ومجدنا .
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)
قال نبيهم وكان أعلم بهم : هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال ؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا ؟
( قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا)
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم. (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)
كان طالوت شاباً فقيراً ، من ذرية بنيامين ، بنيامين شقيق يوسف عليه السلام ..
قالوا : كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه ؟
( قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ)

قال نبيهم : إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه .
( قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

قالوا: ما هي آية ملكه ؟
قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة .
قال لهم نبيهم: ان آيته ان يأتيكم صندوق العهد الذي فيه ميراث موسى و هارون .
(وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

قالوا :كيف ؟!
قال النبي :اذهبوا الى الصحراء و سوف ترون ذلك بأعينكم .
سكت بنو اسرائيل ، لم يبق امامهم إلاّ أن يسلّموا لارادة الله ، ولكن كيف سيأتي صندوق العهد ؟! هكذا راحوا يتساءلون .
قال لهم النبيهم: سيأتيكم الصندوق تحمله الملائكة  ،فهل تريدون آية أكبر من ذلك ؟!
و خرج بنو اسرائيل الى الصحراء يترقبون المشهد المثير . و جاءت اللحظة المرتقبة و رأى بنو اسرائيل صندوق العهد و قد غمرته أنوار الملائكة .
و هبط الصندوق المقدس برفق بين يدى طالوت ، وشعر بنو اسرائيل بالسكينة والايمان يملأ قلوبهم ، ها هو صندوق العهد رمز عزتهم يعود اليهم مرّة أُخرى . و هكذا أصبح طالوت ملكاً على بني اسرائيل و ساد النظام حياتهم .
 

قيادة طالوت للجيش وقرار الانطلاق للجهاد :

——————————————–

اعلن طالوت انه يستعد للجهاد في سبيل الله ، و أن على بني اسرائيل ، أن يتهيأوا للحرب ضد جالوت الظالم .
مرّة أخرى تناسى بنو اسرائيل العهد الذي قطعوه على انفسهم لقد طلبوا من النبي أن يبعث الله لهم ملكاً ليقاتلون معه في سبيل الله سبحانه و استجاب لهم واختار لهم طالوت عندما أعلن طالوت انه سيجاهد في سبيل الله ، تراجع بنو اسرائيل وخانوا العهد .
القليلون فقط استجابوا لطالوت ، كانوا مؤمنين بالله مطيعين لنبيهم وملكهم ، أمّا الأكثر فقد كانت تميل الى حياة الذل والعبودية ، ولكن طالوت والمؤمنين استطاعوا ان يؤلفوا جيشاً من بني اسرائيل . و أعلن طالوت انه سيزحف بالجيش في الصباح .
عندما اشرقت الشمس كان الجنود يستعدون للتحرك ، والايمان يملأ قلوبهم باستعادة أرضهم و بلادهم و قهر الكفار .
في الطريق أعلن طالوت بياناً هاما . (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ)
قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا في الطريق (نهر الأردن حاليا) ، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود ، وخرجوا من الجيش ، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه ، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، لكن جميعهم من الشجعان .
(فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍! قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ .. فثبّتوهم .

خروج داوود لمقاتلة جالوت : ——————————

(وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه ، وخاف منه جنود طالوت جميعا ،وسخر جالوت من طالوت و جنوده لأن أحداً لا يريد مبارزته. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.
كان داود مؤمنا بالله ، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح ، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل وكان صغير السن جدا للقتال.
وكان الملك قد قال : من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي ، ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله ، وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاه وثلاثة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة) دهش جالوت لمنظر ذلك الفتى صغير السن وهو يتقدم اليه دون سيف و لا رمح .
قال جالوت :انك ولا شك تريد أن تموت ايها الفتى ، اذهب وارسل أحد الرجال أقاتله.. فانى لا أحب قتلك. قال داود: ولكننى والله أحب قتلك . قال جالوت: فأين سيفك اذن و رمحك و معدّاتك الحربية ؟ قال داود :إن سلاحي الإيمان وأقاتلك باسم الله .
فغضب جالوت وتقدم مدججا بالسلاح والدروع ،ووضع داودالأحجارفي مقلاعته وطوح به في الهواء وأطلق الحجارة  ،واصطدم الحجارة برأس جالوت فقتله .
وبدأت المعركة ، وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت . بعد فترة أصبح داود عليه السلم ملكا لبني إسرائيل ، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى .
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فضاء المعرفة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق